مشروع مُربِح لكنه غير مُجدي !

البعد المفقود في دراسة جدوى المشاريع التجارية الصغيرة

[box type=”shadow” ]كنت أتحدث مع موظف سابق يعمل في شقق مفروشة فسالته عن دخل المشروع ؟ فذكر رقم جيد لكنه لم يشدني بقدر ما شدتني إجابته على سؤالي الثاني وهو : صاحب العمل هل يأتي دائما للمكان ؟  قال :لا ممكن كل ثلاثة أشهر يأتي مرة واحدة ، هنا قلت وبحماس ماشاء الله (هذا المشروع الناجح ) [/box]

 

فعندما تلوح في الأفق فكرة مشروع تجاري ناجح ونشرع في دراسة المشروع بأي طريقة سواء كانت مكتوبة أو دراسة بِدائية – مجرد هواجس وأفكار –

دائما تركز دراستنا على العائد المادي من المشروع أو مايسمى بالعائد من الاستثمار وطبعا هذا هو الهدف الرئيس لأي مشروع تجاري والاهداف الآخرى تأتي تبعاً لكننا نُغفِل بُعداً هاماً جداً وقد يكون السبب في إغلاق مشاريع رابحة نسبياً وأحياناً يكون سبب في استمرار مشاريع منخفضة الربحية وهنا أعتبره بعداً ثالث أكثر من كونه مكون من مكونات الدراسة ألا وهو عامل (كم يستهلك “المشروع” من جهد ووقت “صاحب المشروع” ؟ ) ،

وتختلف أهمية هذا العامل تبعاً لقيم الشخص وسنه ومسؤولياته وهل المشروع بالنسبة مصدر دخل أساسي أم أنه دخل إضافي وطبيعة المشروع من حيث بعده القيمي والاجتماعي وهل يحقق أكثر من هدف من أهداف الشخص أم انه تجاري بحت، فقد تدرس مشروع وتجد ربحيته جيدة لكن عند الشروع في المشروع تجد أنه يستغرق أغلب وقتك وجهدك وتفكيرك واهتمامك ويصرفك عن مسؤولياتك الآخرى وفي النهاية لا يضيف إلا 15% على دخلك.

أنا هنا لا أزهد في هذا الدخل الإضافي بقدر ما أؤكد على أن تضع  في الحسبان  موضوع مدى استغراق المشروع من وقتك وجهدك ومقدار ماسيأخذ من عمرك مقابل ما سيحقق لك فهناك الكثير من المشاريع الجيدة وربحيتها عالية لاتحتاج منك إلا تدخل كبير عند التأسيس ثم تتقلص درجة هذا التدخل مع استمرار المشروع بأدوات إدارية مثل بناء فريق عمل جيد والتفويض واستخدام التقنية في إدارة المشروع، فالصورة النهائية لدورك عند اكتمال المشروع يجب أن تكون حاضرة وواضحة لك قبل انطلاقته.

تمنياتي لك بمشروع مربح بعوائد عالية وأقل تدخل.

هذه التدوينة نتاج دردشة حول الموضوع في جلسات مختلفة مع الاخوة

م.بدر الجويعد

م.عبدالعزيز الطيب

م.اديب الأحمري

فشكراً لهم

نُشرت بواسطة

عبدالمجيد المهنا

مدير مجموعة صدى القمم للإعلام والتقنية متخصص في الاتصالات وتقنية المعلومات ، مهتم بالإعلام الجديد وأشياء آخرى ، طالب ماجستير إدارة أعمال تفاصيل تجدها في رابط السيرة الذاتية

تعليقان (2) على “مشروع مُربِح لكنه غير مُجدي !”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *