في عام 1999م وتحديداً في ولاية كولورادو الأمريكية ارتكب مراهقان مجزرة عُرفت بمجزرة مدرسة كولومباين الثانوية راح ضحيتها 12 طالباً ومدرس واحد، المثير أن نتائج التحقيقات أظهرت بأن من أسباب ارتكابهما لهذه الجريمة هو تأثرهما بفيلم يُدعَى ” قتَلة بالفطرة” (NBK) بالإضافة إلى أنه تم تسجيل 15 حادثة قتل كبرى على الأقل اعترف فيها مرتكبوها مباشرة -أو من خلال مذكراتهم- بتأثرهم بذات الفيلم! هذا فيلم واحد يُظهِر مدى تأثير السينما ودورها المباشر في التشجيع على جرائم الاعتداء والقتل وهو ما يُعرف بجرائم التقليد (Copycat Crime)، هذا في جانب الجريمة.
ولو استعرضنا تأثير الأفلام السينمائية على العقائد لوجدنا، على سبيل المثال، أن من أهم الأدوات التي يستخدمها المروّجون لما يسمى بموجة الإلحاد الجديد هو السينما، فقد ذكر د.مالك الأحمد في مقال له بعنوان: (السينما والإلحاد) 19 أسلوباً ومنحًى تستخدمه السينما -وخصوصاً الأمريكية- للترويج للإلحاد ونبذ الأديان ليس هذا مجال بسطها، ومن أراد الاستزادة ممكن أن يرجع للمقال، أما في الجانب الأخلاقي فسأكتفي بصورة واحدة: كان من ضمن أهداف الإعلام الغربي وعلى رأسه شركات إنتاج الأفلام السينمائية في السنوات الأخيرة الماضية؛ هو التطبيع على الشذوذ الجنسي حتى يصبح مقبولاً ومستساغاً عند شعوب العالم! وقد تحقق جزء كبير من الهدف!
هذه أمثلة ونماذج يسيرة عن مدى تأثير السينما على العقائد والأخلاق والأمن والقيم بشكل عام، وهذه النماذج ليست حالات خاصة بأفلام معينة، بل لا يكاد يخلو فيلم واحد من استهداف أحد الأعمدة الثلاث: العقائد، والأخلاق، والأمن، وأحياناً يتم استهدافها مجتمعة.